يقول لي صديق قبل أيام "إلى متى نسمع عادت عليكم كل رمضان وبنفس التسجيل القديم منذ الثمانينات؟" لم أقل شيئاً لأني أحب عادت عليكم وذكرياتها ولست متأكداً إن كانت بدايتها في الثمانينات أم قبل ذلك، وأضاف هو "إلى متى نسمع أغاني العيد هي ذاتها الأغاني منذ الستينات والسبعينات.. وفي العيد الوطني هي نفس الأغاني من أوبريتات السبعينات والثمانينات."
هل توقفنا؟ هل انتهت صلاحيتنا؟
موضوع يدعوا للتأمل.
-
-
لنزد على قائمة صديقي ونقول –سياسياً على الأقل- إلى متى نترحم على عبدالله السالم وأيام عبدالله السالم؟
لنزد على قائمة صديقي ونقول –سياسياً على الأقل- إلى متى نترحم على عبدالله السالم وأيام عبدالله السالم؟
-
ويجرني هذا إلى موضوع تطرق له العديدون، حول مشروع الحكم و مشروع بناء الوطن، وهما مشروعان من الحري بهما أن يكونان مشروعاً واحداً. فالمشروع الأساسي والأول لكل حاكم يجب أن يكون بناء الوطن بغض النظر عن الشخوص التي تحكم أو تطمع بمستقبل الحكم.
لنكن واضحين بالقول بأن وضوح الرؤية لمستقبل الحكم في ماضي الكويت ساعد بالدفع بعجلة التنمية. فكان واضحاً بأن عبدالله السالم سيخلفه صباح السالم ومن ثم جابر الأحمد (والذي كان عمره صغيراً نسبياً يوم تولى ولاية العهد). ذلك ما جعل الحكم يتفرغ للحكم وليس للمماحكات والتنافس على الحكم، والذي للأسف لا يكون عبر تقديم شيء للوطن بقدر ما هو كسب لولاءات شعبية أو ولاءات داخل الأسرة. فبرز خلاف الحكم ما بعد جابر الأحمد مبكراً بين جابر العلي و سعد العبدالله، وحسمت لسعد العبدالله، فبدأ صراع خلافة سعد العبدالله بين سالم الصباح وسمو الأمير الحالي صباح الأحمد. والآن نعيش صراع الحكم ما بعد نواف الأحمد بين العديدين منهم ناصر صباح الأحمد ومحمد صباح السالم وأحمد الفهد وجابر المبارك وناصر المحمد ولعل غيرهم الكثيرون. فهل يملك الأمير القادم مثلاً تصوراً لهذا؟ وهل سيكون شخص بلغ من العمر الكثير، أم شاباً يحمل طموحات البلد معه ويضمن بقاء الخلاف تحت الرماد لفترة طويلة؟
ويجرني هذا إلى موضوع تطرق له العديدون، حول مشروع الحكم و مشروع بناء الوطن، وهما مشروعان من الحري بهما أن يكونان مشروعاً واحداً. فالمشروع الأساسي والأول لكل حاكم يجب أن يكون بناء الوطن بغض النظر عن الشخوص التي تحكم أو تطمع بمستقبل الحكم.
لنكن واضحين بالقول بأن وضوح الرؤية لمستقبل الحكم في ماضي الكويت ساعد بالدفع بعجلة التنمية. فكان واضحاً بأن عبدالله السالم سيخلفه صباح السالم ومن ثم جابر الأحمد (والذي كان عمره صغيراً نسبياً يوم تولى ولاية العهد). ذلك ما جعل الحكم يتفرغ للحكم وليس للمماحكات والتنافس على الحكم، والذي للأسف لا يكون عبر تقديم شيء للوطن بقدر ما هو كسب لولاءات شعبية أو ولاءات داخل الأسرة. فبرز خلاف الحكم ما بعد جابر الأحمد مبكراً بين جابر العلي و سعد العبدالله، وحسمت لسعد العبدالله، فبدأ صراع خلافة سعد العبدالله بين سالم الصباح وسمو الأمير الحالي صباح الأحمد. والآن نعيش صراع الحكم ما بعد نواف الأحمد بين العديدين منهم ناصر صباح الأحمد ومحمد صباح السالم وأحمد الفهد وجابر المبارك وناصر المحمد ولعل غيرهم الكثيرون. فهل يملك الأمير القادم مثلاً تصوراً لهذا؟ وهل سيكون شخص بلغ من العمر الكثير، أم شاباً يحمل طموحات البلد معه ويضمن بقاء الخلاف تحت الرماد لفترة طويلة؟
-
إن هذه الخلافات مهما صغرت قد كلفت الكويت الكثير، فنستطيع اليوم القول باي باي لركب التنمية الذي ندوسه بأقدامنا يوماً بعد يوم. فوجود صناع قرار من كبار العمر ذوي التفكير التقليدي من شأنه أن يؤخر إن لم يوقف قطار التنمية (ولا نقصد هنا شخوصاً بعينها بل أسلوب الإدارة). نعيش منذ زمن في وضع ترقيع، ولعل لا ترقيع أخطر مما يحصل الآن في وزارة الطاقة، وهذا هو لب موضوع اليوم.
فما حصل –ويحصل الآن- من إنقطاع للمياه وللكهرباء ليس نتاج إهمال من الوكلاء الخمسة (إلا أن بعضهم قد –وأقول قد- يتحمل المسؤولية)، فما حصل نتاج نهج كويتي صرف في الإدارة اعتمدنا عليه ولا نزال رغم إطلاق شعارات سمجة كإصلاح وفساد و"فتح ملفات". بيد أن الملف الأهم والمطلوب فتحه في الكويت هو ملف الإدارة والحكم.
إن هذه الخلافات مهما صغرت قد كلفت الكويت الكثير، فنستطيع اليوم القول باي باي لركب التنمية الذي ندوسه بأقدامنا يوماً بعد يوم. فوجود صناع قرار من كبار العمر ذوي التفكير التقليدي من شأنه أن يؤخر إن لم يوقف قطار التنمية (ولا نقصد هنا شخوصاً بعينها بل أسلوب الإدارة). نعيش منذ زمن في وضع ترقيع، ولعل لا ترقيع أخطر مما يحصل الآن في وزارة الطاقة، وهذا هو لب موضوع اليوم.
فما حصل –ويحصل الآن- من إنقطاع للمياه وللكهرباء ليس نتاج إهمال من الوكلاء الخمسة (إلا أن بعضهم قد –وأقول قد- يتحمل المسؤولية)، فما حصل نتاج نهج كويتي صرف في الإدارة اعتمدنا عليه ولا نزال رغم إطلاق شعارات سمجة كإصلاح وفساد و"فتح ملفات". بيد أن الملف الأهم والمطلوب فتحه في الكويت هو ملف الإدارة والحكم.
-
فكما ذكرنا في البداية، صراع الحكم بات هو الأساس في الإدارة واتخاذ القرارات ووزارة الطاقة أفضل مثال لذلك. فقد عانت الوزارة من التعيينات الإنتخابية التي تمت برعاية حكومية مباركة إبان تولي طلال العيار لوزارة الكهرباء والماء (التشكيل الحكومي فبراير 2001 – يوليو 2003)، كما عانت بعد ذلك بتولي أحمد الفهد لوزارة الطاقة حيث لا تزال تروى الأساطير عن التعيينات والترقيات التي جرت وذلك لكسب الولاءات الشخصية والانتخابية. إذن فقطاع الكهرباء والماء في الكويت شهد خمس سنوات من سوء الإدارة مع سبق الإصرار والترصد وبمباركة الحكم (ولا أقول الحكومة) لكسب صراع الأجنحة. فكان أحمد الفهد يلعب لعبته في كسب ولاءات الناس والنواب، وكانت أطراف في الحكم تبسط نفوذها من خلاله. فكان المشروع الأساسي لوزير الطاقة –كمثال- في ذلك الوقت ليس الطاقة، بل الحكم!
فكما ذكرنا في البداية، صراع الحكم بات هو الأساس في الإدارة واتخاذ القرارات ووزارة الطاقة أفضل مثال لذلك. فقد عانت الوزارة من التعيينات الإنتخابية التي تمت برعاية حكومية مباركة إبان تولي طلال العيار لوزارة الكهرباء والماء (التشكيل الحكومي فبراير 2001 – يوليو 2003)، كما عانت بعد ذلك بتولي أحمد الفهد لوزارة الطاقة حيث لا تزال تروى الأساطير عن التعيينات والترقيات التي جرت وذلك لكسب الولاءات الشخصية والانتخابية. إذن فقطاع الكهرباء والماء في الكويت شهد خمس سنوات من سوء الإدارة مع سبق الإصرار والترصد وبمباركة الحكم (ولا أقول الحكومة) لكسب صراع الأجنحة. فكان أحمد الفهد يلعب لعبته في كسب ولاءات الناس والنواب، وكانت أطراف في الحكم تبسط نفوذها من خلاله. فكان المشروع الأساسي لوزير الطاقة –كمثال- في ذلك الوقت ليس الطاقة، بل الحكم!
فهل نستغرب انقطاع الكهرباء والماء بعد ذلك؟
-
إن مستقبل الحكم مرتبط بمستقبل الوطن، ونحن هنا لا نحمل الحكم المسؤولية وحدها، إلا أنه يتحمل مسؤولية تكريس هذا النهج فعمت الفوضى والفساد لدى حتى أبسط الموظفين.
إن مستقبل الحكم مرتبط بمستقبل الوطن، ونحن هنا لا نحمل الحكم المسؤولية وحدها، إلا أنه يتحمل مسؤولية تكريس هذا النهج فعمت الفوضى والفساد لدى حتى أبسط الموظفين.
-
هل يقنعني رئيس مجلس الوزراء أو الجهات العليا أنها لا تعلم من المفسدين في البلدية؟ أو في هيئة الصناعة؟ إذا كانوا هم يساهمون بشكل أو بآخر بصناعة المفسدين في مجلس الأمة، فكيف لا يعلمون بهؤلاء.
إن كانوا يعلمون فهذه رعاية للفساد، وإن كانوا لا يعلمون فلا أرى أنه من الصحيح أن يستمروا في أماكنهم.
هل يقنعني رئيس مجلس الوزراء أو الجهات العليا أنها لا تعلم من المفسدين في البلدية؟ أو في هيئة الصناعة؟ إذا كانوا هم يساهمون بشكل أو بآخر بصناعة المفسدين في مجلس الأمة، فكيف لا يعلمون بهؤلاء.
إن كانوا يعلمون فهذه رعاية للفساد، وإن كانوا لا يعلمون فلا أرى أنه من الصحيح أن يستمروا في أماكنهم.
الحكم والإدارة تعني الحزم والحسم، وهذا ما نفقده.
-
اليوم كل كويتي "يتحلطم"، إما عن الواسطات أو الرشوة أو حتى الزحمة، ولا أرى شخصياً نور في آخر النفق، فأسلوب الإدارة قائم على "لا تزعل فلان" و على كسب الولاءات لمصالح ليس لها أدنى علاقة بمشروع بناء الوطن، ومن المرشح لهذا الأسلوب أن يستمر.
اليوم كل كويتي "يتحلطم"، إما عن الواسطات أو الرشوة أو حتى الزحمة، ولا أرى شخصياً نور في آخر النفق، فأسلوب الإدارة قائم على "لا تزعل فلان" و على كسب الولاءات لمصالح ليس لها أدنى علاقة بمشروع بناء الوطن، ومن المرشح لهذا الأسلوب أن يستمر.
ولنأخذ أمثلة الأيام الماضية:
- مشاركة وزير الإعلام بجلسة مجلس الوزراء حول مشاريع الـ BOT وهو أحد المتجاوزين للقوانين الخاصة بهذه المشاريع.
- بقاء محمد عبدالله المبارك في منصبه و على رأس عمله فيما يتم التحقيق بتجاوزاته واستغلاله لمنصبه خلال الإنتخابات.
- كنيسة خيطان.. نشيلها.. نحطها.. لا لا.. نشيلها للمزيد من الدراسة! (الموضوع ليس الكنيسة بل وجود قرار).
- الإعلام الخارجي يتبع الخارجية.. لأ يتبع الإعلام.. الخارجية.. الإعلام.. بيحبني.. مابيحبنيش!
-
القائمة تطول... والكويت تدفع يومياً ثمن سوء الإدارة.
-
صديقي، إياه، يحكي لي عن كيف كان الكويتيون يكبرون في المغفور له سالم المبارك بقاؤه مع المحاصرين في القصر الأحمر، بين أبناء شعبه مواجهاً نفس المخاطر والصعوبات. كان هنالك إيمان بالمصير الواحد.
وكلنا سمعنا عن عبدالله السالم، كيف وقف مع شعبه أثناء نقاشات المجلس التأسيسي، وفي الأزمة الدستورية الأولى. ولم نسمع أنه سعى بالحكم لابنه مثلاً أو سعى لكسب ولاءات شعبية أو لدى أطراف كالتجار أو القبائل أو الحركات الدينية، بل شهدت الكويت خلال حكمه طفرة تنموية بنى من خلالها عبدالله السالم وشعبه الوطن وقدم مشروعاً تنمويا لا نزال نعيش على أنقاضه. فمع ازدهار الوطن يزدهر الحكم، لأن مصيرهما واحد.
صديقي، إياه، يحكي لي عن كيف كان الكويتيون يكبرون في المغفور له سالم المبارك بقاؤه مع المحاصرين في القصر الأحمر، بين أبناء شعبه مواجهاً نفس المخاطر والصعوبات. كان هنالك إيمان بالمصير الواحد.
وكلنا سمعنا عن عبدالله السالم، كيف وقف مع شعبه أثناء نقاشات المجلس التأسيسي، وفي الأزمة الدستورية الأولى. ولم نسمع أنه سعى بالحكم لابنه مثلاً أو سعى لكسب ولاءات شعبية أو لدى أطراف كالتجار أو القبائل أو الحركات الدينية، بل شهدت الكويت خلال حكمه طفرة تنموية بنى من خلالها عبدالله السالم وشعبه الوطن وقدم مشروعاً تنمويا لا نزال نعيش على أنقاضه. فمع ازدهار الوطن يزدهر الحكم، لأن مصيرهما واحد.
-
لنتذكر مع مشروعاً تنمويا خلال العشرون عاماً الماضية....
-
لنتذكر مع مشروعاً تنمويا خلال العشرون عاماً الماضية....
-
-
-
ألا يحق لنا أن نترحم على عبدالله السالم؟
ألا يحق لنا أن نترحم على عبدالله السالم؟
-
عادت عليكم :)
0 коммент.:
Speak up your mind
Tell us what you're thinking... !