ما زالت الرسائل ذات المعاني الكبيرة تصل للحكومة تباعاً منذ انطلاق حملة "نبيها خمسة" ومروراً بنتائج انتخابات مجلس الأمة ، وآخرها - إلى الآن - ما جرى في الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة ، وبدءاً من نتيجة انتخابات الرئاسة فإن حصول النائب أحمد السعدون على ٢٨ صوت نيابي بحد ذاته رسالة ، وبدعم الحكومة لجاسم الخرافي فإنها لم تطلب إلا مزيداً من التأزيم ، فكما قال رشيد الخطار مسبقاً أن أغلب التأزيم في المجلس يكون بين النواب والرئيس ، وحصول السعدون على أصوات أغلبية نواب الأمة قد ينعكس إيجاباً على استقرار المجلس إذا ما فاز السعدون.
على أية حال هنيئاً لجاسم الخرافي أصوات الحكومة وجمال العمر وخلف دميثير ، صحيح أننا أملنا إقصاء الخرافي عن الرئاسة لإفساح الطريق لإقرار القوانين الإصلاحية ، ولكننا لن نجزع بل سنتقبل نتائج نظامنا البرلماني الذي ارتضيناه ، فهدفنا الأهم كان يظل إقرار الخمس دوائر ، وفي النهاية لو لم يكن الخرافي رئيساً فعن من نكتب طيلة السنوات الأربع القادمة؟
نأتي الآن لما لم يقل أهمية عن انتخابات الرئاسة وهو انتخابات لجان المجلس. نظرة سريعة لأعضاء اللجان تبين هيمنة عناصر جيدة عليها وإقصاء معظم الاستحواذيين وما يسمون كتلة المستغلين ، إلا أن اللجنة الأهم هي لجنة الشؤون الداخلية والدفاع ، فبعد أن ظلت مختطفة من قبل قوى الاستحواذ وبدعم حكومي لعدة سنوات كانت فيها عائقاً لكل مشروع لإصلاح النظام الانتخابي سواء حق المرأة أم الدوائر ، تنقلب الأقدار ويصبح رئيسها علي الراشد ومقررها مسلم البراك ، وكأني أشعر بحسرة وافتقاد الحكومة لمن دأب على التنطط بين مقاعد النواب لـ "تضبيط" انتخابات اللجان ، مع ذلك نقول أنه لا داعي للحسرة ، فما تم هو الصحيح والمنطقي.
في النهاية ، نتيجة انتخابات الرئاسة بباطنها ، وليس بظاهرها ، وانتخابات اللجان رسالتان جديدتان للحكومة ، فهل تم قبول النداء؟
-------
آخر الموضوع: خنت حيلي :(
بعد الجلسة صرح الخرافي بأن "هذا الفوز كان رداً على من أساء استعمال الديموقراطية ، وكذلك الحرية الصحفية وأساء استعمال المنابر الخطابية ..."
لا أدري عن أي صحافة ومنابر يتحدث بعد كل هذا التكتم والامتناع عن نقد الذات الخرافية ، إلا إذا كانت الطليعة وكم مدونة هني وهناك يعورون .. يارك الله. السعدون شنت عليه "الوطن" و "الرأي العام" حملات شرسة ومحارب من الحكومة وصوتت ضده ، وحصل على ٢٨ صوت ، الله يعين لو العنجري رشح نفسه.
على العموم بذلك نكون قد وضعنا انتخابات الرئاسة خلفنا وننظر للأمام لنعود ونقول:
نبيها خمسة
جلسة مناقشة الخمس الدوائر يوم الأثنين القادم.
-----
خارج الموضوع: إلى سمو رئيس مجلس الوزراء:
طال عمرك .. كلمتا "ضبط" و "حرية" ما يركبون مع بعض في نفس الجملة.ـ
0 коммент.:
Speak up your mind
Tell us what you're thinking... !